تركيا ، جوهرة من جواهر العالم ، تضم كنوزًا حضارية متوارثة عبر العصور . تركيا ، الدولة الحديثة و المتقدمة ، ذات التاريخ و الحضارة العريقة ، بيطبيعتها الاستثنائية جغرافيًا و مناخيًا ، حيث يمتاز مناخ تركيا بالتنوع ، و ذلك لكبر مساحتها و تنوع طبيعة و تضاريس المدن التركية، فهي تقع في منتصف العالم و تنقسم بمساحتها الواسعة على قارتي آسيا و أوروبا ، و تجمع بين أصالة الشرق و حداثة الغرب . تُشكّل تركيا تاريخًا و حاضرًا و مستقبلًا ينبض بالإرث الإنساني و التقاء حضارات حوض البحر المتوسط مع الحضارات الآسيوية و الأوروبية ، و التقاء المجتمع الإسلامي مع المجتمع الغربي . لن يسأم زوّار تركيا لحظةً من التجوّل في المدن و الأسواق التركية ، و لن تغيب عن مخيّلته آثارها و معالمها الثقافية .
تضم تركيا ، دولة الخلافات الإسلامية و الدولة العثمانية ، الكثير من المساجد التاريخية العريقة ، و لا تخلو زيارة إلى هذا البلد من التجوّل حول المساجد ذات العمارة الفنية المبهرة . تُعرف الجمهورية التركية بكثرة مساجدها ، و التي تشتهر بالهندسة المعمارية عالية المستوى في تصميم المساجد ، لذلك حظيت بشهرة عالمية كبيرة كدولة مسلمة تشتهر بالمساجد الإسلامية ، حيث لقبّت بـ " بلد المساجد " ، و تُوصف تركيا بأنها بلد المآذن في العالم الإسلامي ، و يبلغ عدد المساجد في تركيا بشكل عام حسب الإحصاءات الأخيرة قرابة 84 ألف و 684 مسجدًا . تُعد مدينة اسطنبول المدينة الأكثر احتضانًا للمساجد في تركيا ، إذ تحتضن ما يقارب الثلاث آلاف و 684 مسجد ، تليها مدينة قونيا بثلاث آلاف و 115 مسجد ، و من ثم العاصمة أنقرة بألفين و 955 مسجد .
شهدت مدينة اسطنبول هذا العام افتتاح أكبر مسجد في تركيا ، جامع " تشامليجا " الذي يقع بالشطر الآسيوي المطل على مضيق البوسفور ، و ذلك بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان و ممثلين من مختلف دول العالم الإسلامي . و بدأت مراسم افتتاح المسجد بشكل رسمي عقب صلاة الجمعة . و في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح ، أعرب أردوغان عن سعادته البالغة بافتتاح المسجد أبوابه لجموع المصلين ، و قال : " جامع تشامليجا هو الأكبر في تركيا و يمكن مشاهدته بسهولة من جميع مناطق اسطنبول " .
و أشار إلى أن جامع تشامليجا ليس مجرد مسجد فحسب بل مجمع كبير يضم قاعة مؤتمرات و متحفًا للآثار الإسلامية التركية و معرضًا للفنون أيضًا .
وقد بدأت عمليات بناء المسجد في عام 2013 على أعلى قمة في مدينة اسطنبول بمنطقة أوسكودار على طراز الهندسة المعمارية العثمانية . و المسجد أقيم على مساحة 15 ألف متر مربع ، و يتسع لنحو 63 ألف مصلٍ في وقت واحد .
و يعتلي المسجد 6 مآذن ، 4 منها بطول 107.1 أمتار ، و اثنتان بطول 90 مترًا ، فيما يبلغ ارتفاع قبته نحو 72 مترًا و قطرها 34 مترًا .
و تم تخصيص حدائق حول المسجد بمساحة 30 دونما ، ليتمكن الزائرون من التنزّه فيها ، و الاستمتاع بمنظر إطلالتها التي تعتبر من أجمل إطلالات اسطنبول ، كونها تشرف على الشطرين الآسيوي و الأوروبي للمدينة ، بالإضافة إلى جزء من بحر مرمرة .
مشاريع في منطقة أسكودار
RH 186 - مشروع استثماري في منطقة أسكودار بإطلالة على البوسفور
مشروع سكني و استثماري تم بناؤه على مساحة 13.840 متر مربع . يتكون المشروع من 4 أبنية تضم 188 شقة و 138 وحدة تجارية .
يوفر المشروع شقق بمساحات مختلفة تتراوح من 1+1 إلى 2+5 .
يقع المشروع في واحدة من أكثر المناطق المميزة في اسطنبول ، حيث ستستيقظ على منظر البوسفور يوميًا .
يقع المشروع في منطقة أوسكودار في الجانب الآسيوي من اسطنبول ، بالقرب من جسر السلطان الفاتح محمد و على بعد 2.4 كم فقط من الشاطئ .
الموقع المثالي للمشروع حيث يمكنك الوصول إلى الجانب الأوروبي من اسطنبول عبر جسر شهداء 15 يوليو ، و منطقتي بشكتاش و تقسيم في 15 دقيقة فقط .
يوفّر المشروع لك و لعائلتك حياة الرفاهية المثالية التي لطالما حلمتم بها ، حيث تتوفّر في المشروع خدمات الأمن الخاص و كاميرات مراقبة على مدار الساعة ، كما يضم المشروع مرافق ترفيهية لك و لأطفالك مثل المسابح ، النادي الرياضي ، الساونا ، الحديقة ، بالإضافة إلى مقهى و مطعم و مركز للتسوق .
جميع تفاصيل المشروع في الرابط التالي : RH 186
إلى جانب ذلك ، تشتهر مدينة اسطنبول بوجود جامع السلطان أحمد ، و الذي يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لزيارته .
يُعد جامع السلطان أحمد من أكبر الجوامع في تركيا ، حيث تبلغ مساحة المسجد حوالي 64 ـ 72 متر مربع ، بينما يبلغ ارتفاعه 43 متر ، و يبلغ قُطر القبة المركزية للمسجد 23.5 متر ، و تُزيّن المنافذ الزجاجية للمسجد بأكثر من 200 لون مختلف ، لذلك ، فإن مسجد السلطان أحمد في اسطنبول يُصنّف على أنه أجمل و أكبر المساجد في تركيا .
يُعرف جامع السلطان أحمد باسم المسجد الأزرق ، نسبةً إلى البلاط الأزرق الذي يُزيّن حوائطه ، حيث تغطي جدران المسجد 21043 بلاطة خزفية تجمع أكثر من خمسين تصميمًا ، و تشغل الزخارف المدهونة كل جزء من أجزاء المسجد ، و قد أضفى لونها الأزرق على جو المسجد من الداخل إحساسًا قويًا بسيطرة هذا اللون . يُعتبر المسجد الأزرق واحدًا من أروع الآثار في العالم ، و قد وُضعت صورة المسجد على العملة التركية من فئة 500 ليرة في الفترة بين عامي 1953 و 1967 .
تم إصدار قرار تشييد هذا الجامع من قبل السلطان العثماني "أحمد الأول" "1590 ـ 1617" وتم الإنتهاء من تشييده بتاريخ 4 كانون الثاني/ يناير 1610 ، لذلك فهو يسمّى بجامع السلطان أحمد نسبةً له ، حيث أتى السلطان أحمد بنفسه و قام بأوّل ضربة فأس في بناء المسجد ، و كان جامع السلطن أحمد أول مسجد سلطاني يُبنى منذ أكثر من أربعين عامًا ، و قد بُني بإشراف المهندس محمد آغا ، أحد تلامذة المعماري الشهير " سنان " .
يتميّز جامع السلطان أحمد باحتوائه على 6 مآذن ، و كما أن جدرانها الداخلية مليئة بالعديد من الآيات القرآنية المنقوشة بأجمل الخطوط العربية و أبدعها ، و سُمي مسجد السلطان أحمد باسم المسجد الأزرق نسبةً إلى اللون الأزرق الفاتن الذي تتزيّن به المخطوطات القرآنية الموجودة بداخل المسجد . و كالعديد من المساجد في تركيا ، يضم جامع السلطان أحمد مقبرة للسلطان أحمد ، و مدرسة للتعليم الديني ، و مستشفى للعجزة و المعاقين و غيرها .
إلى جانب كونه من أهم مراكز الجذب السياحي في مدينة اسطنبول ، يضج المسجد أيضًا بحركة المصلين في أوقات الصلوات الخمس ، و صلاة الجمعة ، و صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك .
جامع السلطان أحمد مذهلٌ بحجمه ، و بتصميمه و فخامته ، و يُعتبر من أجمل المساجد ليس فقط في تركيا ، و إنما في العالم الإسلامي قاطبةً ، و يحظى بإعجاب و اهتمام كبيرَين من الأتراك و من السيّاح العرب و الأجانب ، و يقع الجامع في ميدان السلطان أحمد في البلدة القديمة في مدينة اسطنبول ، جنوب متحف آيا صوفيا و شرق ميدان الخيل البيزنطي ( هيبودروم ) ، و يتميّز بموقعه هذا المطل على بحر مرمرة و المقابل لمتحف آيا صوفيا .
متحف آيا صوفيا من أجمل المعالم المعمارية و الأثرية في مدينة اسطنبول ، هذا المكان الذي يجمع بين القدسيّة و الفخامة و الذي كان عبارةً عن كاتدرائية مسيحية ، و عند وصول الفتح الإسلامي إلى مدينة اسطنبول قاموا بتحويلها إلى مسجد ، و لكن بعد انتهاء الحكم العثماني لاسطنبول أصبح متحفًا تاريخيًا . يقع متحف و جامع آيا صوفيا مقابل مسجد السلطان أحمد في منطقة الفاتح ، في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول ، و يُعتبر واحدًا من أهم مساجد اسطنبول التاريخية و أقدمها في تركيا .
يُعتبر جامع و مُتحف آيا صوفيا من أجمل الأماكن السياحية في اسطنبول و في منطقة السلطان أحمد ، و قد متحف آيا صوفيا من أشهر الكنائس المسيحية في العهد البيزنطي ، حيث بدأ الامبراطور جستيان ببناء الكنيسة في عام 532 م ، و انتهى من بنائها بعد 5 سنوات ، في عام 537 م ، و قد بقيت آيا صوفيا من أشهر و أقدم الكنائس في مدينة اسطنبول ، لمدة 916 عامًا تقريبًا ، حتى قام محمد الفاتح بتغييرها من كنيسة إلى مسجد عند فتح العثمانيين للقسطنطينية ، و بفيت مسجدًا لمدة 481 عامًا .
و في عام 1934 م ، قام مؤسس الجمهورية التركية ، مصطفى كمال أتاتورك ، بتحويلها إلى متحف آيا صوفيا ، الذي يجمع التحف و الزخارف المسيحية و الإسلامية .
يقع كلًا من جامع السلطان أحمد ( الجامع الأزرق ) و متحف آيا صوفيا في الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول ، في منطقة الفاتح التاريخية ، و تُعد منطقة الفاتح من أولى المناطق التي تأسست في مدينة اسطنبول . تحتوي منطقة الفاتح على الكثير من الآثار للحضارات و الثقافات التي ضمتها خلال آلاف السنين عبر الزمن ، و هي المركز التاريخي و السياحي و التجاري الأكثر أهمية في مدينة اسطنبول .
تحتوي منطقة الفاتح في اسطنبول على عدد كبير من الأماكن الأثرية و التاريخية ، بدءًا من شارع فوزي باشا ، أهم شارع في منطقة الفاتح ، و الذي يحوي الكثير من المحلات التجارية والمطاعم و المقاهي . أما بالنسبة إلى جامع الفاتح ، فقد أمر السلطان محمد الفاتح ببنائه فوق أجمل التلال في مدينة اسطنبول ، و على يد المعماري الشهير سنان باشا .
منطقة الفاتح من المناطق المطلة على مضيق البوسفور الشهير . مضيق البوسفور هو الممر المائي الذي يربط بين البحر الأسود و بحر مرمرة ، و هو يقسم مدينة اسطنبول إلى قسمين ، قسم في القارة الأوروبية و القسم الآخر ضمن القارة الآسيوية .
تكمن أهمية جميع المضائق الموجودة في العالم في دورها الاقتصادي و السياسي ، لا سيّما أن المضيق قد يكون في بعض الأحيان هو المنفذ الوحيد للعديد من الطرق البحرية ، و لمضيق البوسفور في اسطنبول أهمية كبيرة في انعاش الاقتصاد في تركيا و اسطنبول .
و يسمّى هذا المضيق أيضًا بمضيق اسطنبول ، و ذلك لأنه يقع في قلب مدينة اسطنبول التركية . و لمضيق البوسفور مينائين أساسيين في اسطنبول ، ففي الجزء الغربي من المدينة هناك " القرن الذهبي " و الذي يًعتبر الميناء الغربي لها ، بينما في الجزء الشرقي هناك ميناء "حيدر باشا" و الذي يقع في الجزء الآسيوي من مدينة اسطنبول .
للتعرّف على جسور البوسفور في اسطنبول اقرأ المقال التالي : مضيق البوسفور ، و جسور اسطنبول الجميلة