لقد بذلنا الكثير من الوقت والجهد وفكرنا بشكل مختلف وجريء لنصنع هذه الأموال التي طالما آمنا أنها ستؤمن لنا الحماية والرفاهية والمستقبل لنا ولأبنائنا , واليوم بعد توالي الأخبار السلبية للتضخم من مختلف أنحاء العالم أثرت على أموالنا بشكل سلبي وأصبحت هذه الملاذات بحد ذاتها مصدر قلق لنا وصارت تشغل قسم كبير من وقتنا في كيفية حمايتها وتنميتها في هذه الظروف .
تضخم عالمي أعنف من الذي حدث آخر مرة عام 1980 ورفع الفائدة من البنوك المركزية العالمية وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي لمحاربة التضخم ,وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة نسبة البطالة بالضرورة لتتمكن البنوك المركزية من السيطرة على التضخم , ومخاوف بنسبة تفوق الـ80% من خبراء ماليين عالميين بحدوث ركود اقتصادي في كل أنحاء العالم وعلى رأسهم Jamie Dimon رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لبنك وشركة JPMorgan Chase القابضة التي تدير أصولاً بقيمة تقترب من 4 تريليون دولار.
التضخم يعني زيادة الأسعار بسبب الطلب المرتفع على كل المنتجات والخدمات أما الركود فهو الأخطر لأنه يعني استقرار الأسعار ولكن انخفاض كبير في الطلب وبالتالي في التصنيع والذي بدوره سيزيد من معدلات البطالة وسيؤثر بشكل سلبي على الأموال السائلة.
ومنه نجد أن الأموال السائلة ستكون عرضة لخسارة قدرتها الشرائية بسبب معدلات التضخم المرتفعة و ستنقص قدرتها الشرائية مع مرور الزمن .. إذن لا بد من إيجاد حل يحمي الأموال السائلة لدينا :
+ البعض سيقول أسواق الأسهم والشركات العالمية المعروفة هي الحل
سنشارك خريطة تفصيلية لسهم S&P 500 وهو يمثل أهم 500 شركة أمريكية
خلال سنة واحدة خسرت شركة مايكروسوفت حوالي 33% من قيمتها السوقية وأيضا غوغل تقريبا, أما بالنسبة لتسلا محبوبة الجميع فقد خسر كل سهم منها 44.25% خلال سنة واحدة , أما شركة Meta التي تمثل الفيسبوك والانستغرام و الواتس اب بقيادة الشاب مارك زكربيرغ فوصلت خسارة أسهمها إلى 62% خلال سنة واحدة وفقد صاحبها مارك نصف ثروته (أي ما يعادل 71 مليار دولار ) خلال العام الأخير فقط.
كل هذا حصل في عام واحد فقط فهل يمكنك تقبل خسارة ثلث أو نصف أموالك إذا أردت الاستثمار في الأسهم خلال سنة واحدة فقط ؟!
+ البعض يقول علينا إذن بالملاذ الآمن وهو الذهب
في الحقيقة بداية تبدو هذه الفكرة فعلاً مقنعة , فمن المعروف ومنذ القدم أن الذهب هو الملاذ الآمن في فترات الحروب والصراعات وعدم الاستقرار , ولكن مشكلة اليوم هي مشكلة مختلفة تماماً وهي التضخم العالمي الذي يجر وراءه المزيد من القوة للدولار الأمريكي , ومن المعروف أن سعر الذهب يتناسب عكساً مع الدولار الأمريكي فكلما ازدادت قيمة الدولار كلما انخفض سعر الذهب وهذا تماماً ما حصلنا عليه خلال الأشهر الستة الماضية كما يوضح المخطط:
هبوط سعر اونصة الذهب من حوالي 1950 دولار إلى 1660 دولار خلال الأشهر الستة الماضية يعني خسارة تعادل نسبة 15% تقريبا وهذه كارثة بحد ذاتها للاستثمار.
وحتى الذين يقولون نحن نستثمر الذهب على المدى الطويل من المؤكد أنه سيربح نود مشاركة المخطط التالي لتوضيح أن هذه الفكرة فعلاً ليست الحل:
أسعار الذهب في أواخر عام 2011 أعلى من سعر الذهب الحالي في عام 2022 يعني أن الاستثمار للمدى البعيد غير مجدٍ في السنوات العشرة الأخيرة.
+ البعض القليل من محبي الحداثة يقولون أن العملات الرقمية هي الحل الأمثل للحفاظ على أموالك من التضخم
على الرغم من الخلاف الكبير على مصداقية العملات الرقمية و الشك في قدرتها فعلاً لإثبات نفسها على أرض الواقع دون وجود أصول ثابتة لها ولا جهة واضحة تمثلها , أثبتت فشلها التام في مجابهة التضخم وحققت هبوط مخيف فعلاً كما سنوضح أدناه:
هبوط خلال عام واحد لأبرز العملات الرقمية وهي البيتكوين من 57 ألف دولار إلى ما دون الـ20 ألف دولار لكل قطعة يعني خسارة بنسبة 66% خلال عام واحد!!
ولا شك في هذه النتيجة كون العلاقة بينها وبين الدولار علاقة عكسية .
إذن ما الحل ؟ و كيف يمكنني المحافظة على أموالي في هذه الظروف الغامضة في العالم ؟
إن التوجه الصحيح في هذه الظروف الغامضة يجب أن يركز أولاً على الحفاظ على قيمة الأموال دون خسارة بشكل أساسي ومن ثم المحاولة في تنميتها ولو بشكل بسيط , وإذا فكرنا في أكثر نوع من أنواع الاستثمار أماناً فسنجد فوراً أن شراء العقارات الاستثمارية هو الحل الأمثل …
الدليل على أن العقارات هي الخيار الأمثل للحفاظ على الأموال عندما تريد رهن ممتلكات في البنك للحصول على قرض على سبيل المثال فهو يقبل بالعقارات ولا يقبل بالأسهم المالية أو العملات الرقمية .
وأيضاً إذا طلبت قرض من البنك وعلّلّت السبب برغبتك بشراء أسهم في البنك نفسه ! فلن تحصل على القرض , ولكن إذا كان السبب هو شراء عقار فسيتم معالجة طلبك بشكل إيجابي أكثر.
ولا داعي للشك اليوم في قدرة العقارات على الحفاظ على أموالنا السائلة فها هي شركة BlackRock التي تدير أصول بقيمة 21 تريليون دولار (أكثر من الناتج المحلي الأمريكي الذي يبلغ 20 تريليون دولار , وأكثر من الناتج الإجمالي المحلي لدول أوربا مجتمعة الذي يبلغ 15 تريليون دولار , وأكثر عدة أضعاف من الناتج المحلي للدول العربية مجتمعة الذي يبلغ 2.7 تريليون دولار) تركز على شراء العقارات بأسعار مخفضة في الوقت الحالي بسبب الضغوطات التي سببها التضخم على كفاءة القروض البنكية لشراء عقار بعد ارتفاع معدلات الفائدة.
فإذا كانت BlackRock تتوجه إلى العقارات ومن المعروف أنها تضم نظام خوارزمي ذكي لاختيار الاستثمار (يستعين به البنك الفيدرالي الأمريكي بنفسه) فهذا يعني أن العقار اليوم هو الخيار الأمثل المطروح على الطاولة في ظل التضخم والركود المحتمل .
نصائح لاختيار عقارات استثمارية في فترة التضخم
1- من المعروف أن الاستثمار في المشاريع قيد الإنشاء هو الأكثر ربحية , ولكن في ظل التضخم والركود المحتمل من الأفضل التوجه إلى المشاريع الجاهزة أو شبه الجاهزة لضمان اكتمال المشروع قريباً.
2-اختيار موقع العقار بشكل صحيح بغض النظر عن مساحته والتركيز بشكل أساسي على كونه موقع عليه طلب للتأجير والأهم من ذلك إعادة البيع لاحقاً.
3-توقف عن الحكم المسبق على كون سعر أي عقار بلغ ذروته فعلاً . ادرس العرض والطلب بمساعدة مستشار عقاري موثوق وبعدها استنتج بشكل صحيح .
هناك عقارات بعد ما ارتفعت قيمتها 100% ظن المستثمرون أنها القمة , ولكن مع الوقت وصلت الآن لارتفاع بقيمة 300% وما زال المستقبل بانتظارها .
4-شراء عقار استثماري في هذا الوقت هو أمر ضروري للحفاظ على أموالك . لا تغادر اسطنبول قبل ان تختار العقار الذي تعتقد أنه مناسب للاستثمار ولا تؤجل.
5-استشر وسيط محترف ليس فقط لديه معرفة بالمشاريع العقارية إنما أيضاً لديه معلومات اقتصادية دقيقة ومفيدة لك في استثمارك , سيساعدك في الكشف عن مستقبل العقار الذي اخترته .