إسطنبول مدينة جميلة وعريقة: من الجهة الغربية لمضيقها البوسفور، ومرفؤها الطبيعي “القرن الذهبي” . تبدأ أوروبا ومن شرقها آسيا أو “ الأناضول”، وهي بذلك المدينة الوحيدة في العالم التي تمتد على قارتين. الكثير من الإمبراطوريات والشعوب حكمت إسطنبول وتاريخها القديم زاخر وعريق وغني. وقد كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية ثم اللاتينية ثم العثمانية، ولكنها كانت أبدًا محفوفة بنوع ما من القداسة ذات مكانة دينية بارزة. وقد اكتسبت أهمية دينية لدى المسيحيين بعد اعتناق الإمبراطورية البيزنطية لهذا الدين، ثم تحولت إلى عاصمة الخلافة الإسلامية واكتسبت أهمية دينية لدى المسلمين زمنئذ.
يسود إسطنبول مناخ معتدل بشكل عام، رغم أنها تقع بين مناطق يسودها المناخ المحيطي وأخرى يسودها المناخ المتوسطي. الصيف فيها حار ورطب وشتاؤها بارد ورطب وغالبًا ما تتساقط خلاله الثلوج. كما تكون صباحات إسطنبول ضبابية في كل السنة تقريبًا، مستمرًا حتى الظهيرة.
بحسب التقسيم الإداري تشغـر إسطنبول 39 مقاطعة، منها 27 مقاطعة هي الفراغات التي تشغرها فعليا مدينة إسطنبول. وتُعرف باسم “إسطنبول الكبرى”، وتتألف من ثلاث مناطق أساسية:
- شبه جزيرة إسطنبول القديمة التاريخية؛
- مقاطعتيْ “باي أوغلو” و”باشيقطاش” التاريخيتين؛
- مقاطعتي “أسكودار” و”خلقيدونية”.
وبما أنّ إسطنبول كانت على مرّ التاريخ موقع انصهار للثقافات والأعراق، فيجد فيها المرء المساجد والكنائس والمعابد والقصور والقلاع والأبراج التاريخية، وكلها تشكل عناصر جذب للسياح ومن رموز المدينة المركزية.
بدايات إسطنبول بحسب الاساطير، للمدينة قصة مثيرة للإعجاب. فتـفـيد تلك الاساطير أن تأسيس المدينة بدأت مع خروج البيزنطيون من اليونان منطلقين من ميغارا بحثاً عن تأسيس مدينة جديدة. اتشر الكاهن دلفي في البحث عن المكان. ويشير الكاهن إلى بناء مدينته مقابل “أرض المكفوفين”. وبينما يتخبط بيزنس في البحث عن المكان، حتى توقف عند سراي بورنو اليوم، ونظر إلى خلكادون في ذلك العصر (قاضي كوي اليوم) وقال: " لماذا بنى هؤلاء العميان مدينتهم في ذلك المكان القاحل تاركين مثل هذا المكان الجميل؟" وأخذ يفكر، ويتذكر بالطبع كلام الكاهن دلفي. وبذلك وجد المكان الذي بني عليه اسطنبول.
اسم اسطنبول لم تشتق مدينة إسطنبول اسمها كما هو متوقع من العثمانيين. فهو أقدم من ذلك. حيث يرد ذكره اسماً لشخص في كتاب فتوح الشام في القرن التاسع عشر. فإسطنبول ابن تيموش ملك الروم حكم أربع سنوات عمل خلالها في عمارة المدينة. لكن إتمام المدينة كان على يد قسطنطين الذي تولى مكانه، وأطلق عليها اسمه. ويذكره كتاب التنبيه للمسعودي في القرن العاشر اسم إستينبولين، وهناك معلومات متضاربة أخرى تتعلق باسم إسطنبول. إلى جانب إسطنبول ذكرت المدينة بعشرات الأسماء الأخرى منها بيزنطه، و القسطنطينية، والآستانة، و دار الخلافة، و دار السعادة وغيرها.
عصر ما قبل التاريخ والفترة البيزنطية أول استيطان لمنطقة اسطنبول كان في تبة فقير، تل على الجانب الأناضولي، في العصر النحاسي، وقد عثر على مخلفات من تلك الحقبة تعود إلى 5500 - 350 ق.م. وهناك بقايا ميناء تعود إلى الفينيقيين في ضاحية قاضي كوي خلقدون. رأس مودا في خلقدون كان أول موقع اختاره المستوطنون اليونانيون من مـِجارا Megara ليستعمروه عام 685 ق.م.، قبل أن يستعمروا البيزنطيون على الجانب الاوروبي من البوسفور تحت إمرة الملك بيزاس في 667 ق.م.. تأسست بيزنطيا على موقع ميناء قديم اسمه ليجوس Lygos, الذي أسسته القبائل التراقية بين القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد, أثناء تعميرهم سـِميسترا Semistra المجاورة، التي ذكرها پليني الأكبرr في سجلاته التاريخية. لم يبق من ليجوس، في يومنا هذا، إلا بعض الحوائط والمباني، بالقرب من نقطة سراليو بالتركية، حيث يرتفع قصر طوپ قپو الآن. وأثناء عصر بيزنطيا، فقد كان هناك أكروپوليس محل قصر طوپ قپو الحالي.
بعد تحالفها ضد الامبراطور سپتيموس سڤروس تمت محاصرة المدينة وتدميرها بشكل كبير عام 196 م. ولكن سرعان ما تم إعادة بناء المدينة واستعادت حيوتها السابقة .
تم في عهد الملك بيزنس الذي تحدثنا عن أسطورته "667 ق.م." بناء بيزنتيون. وعندما سيطرت الإمبراطورية الرومانية على المدينة، سميت لفترة قصيرة باسم أوغستا انتونينا من قبل سيبتيموس سيفيروس. في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول أعلنت المدينة عاصمة للإمبراطورية الرومانية. فسميت المدينة باسم “نوفا روما”. وبعد موت الإمبراطور قسطنطين الأول عام 337م، تحول اسم المدينة إلى القسطنطسنة.
عهد الإمبراطورية البيزنطية (ويمتد من 324 إلى 1453). موقعها الجغرافي الاستراتيجي كان العنصر الجاذب لقسطنطين الكبير، فقام عام 324 بعد الميلاد بإعادة تسميتها إلى " نوفا روم" أي روما الجديدة، وذلك بعد حلم نبوي بالنسبة له، دعاه إلى تعريف موقع المدينة وجعلها العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية ولكن هذا الاسم فشل بالحصول على الشعبية وسرعان ما أصبحت المدينة تسمى مدينة "Constantinople" أو بالعربية "القسطنطينية". بسقوط الامبراطورية الرومانية الغربية أصبحت القسطنطينية (إسطنبول) قلب وعاصمة ما سمي تاريخيا بالإمبراطورية البيزنطية وشيدت فيها أكبر الكنائس في العالم آنذاك كاتدرائية آيا صوفيا ""Hagia Sophia".
كانت إسطنبول خلالها المركز الإداري لروما الشرقية. وفي هذه الفترة؛ تطورت البنية المعمارية للمدينة وتوسعت من جميع النواحي. فقام فيها ميدان للخيول يتسع لـ 100,000 (ساحة السلطان أحمد) إلى جانب الموانئ ومرافق المياه. وقسطنطين الذي بنى آيا صوفيا كأكبر كاتدرائية في العالم عام 360؛ غير أيضاً دين الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية ووقعت القطيعة الأولى مع الغرب التي كانت تدين بالديانة الوثنية الرومانية. أما الإمبراطورية البيزنطية فبدأت مع وفاة ثيودوسيوس الأول. وعند سقوط روما الغربية عام 476، هاجرت الغالبية العظمى من سكان الإمبراطورية الرومانية الغربية إلى هناك. وهكذا تحولت إسطنبول إلى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. وفي العام 543، قضى الطاعون على نصف سكان المدينة، ثم أعاد الإمبراطور جستنيان بناء المدينة من جديد.
ان موقعها الاستراتيجي كنقطة عبور بين قارتين جعلها تلعب دورا هاما في العديد من المجالات السياسية والثقافية والتجارية بين أسيا وأوروبا وشمال افريقية وخاصة بين المتوسط والبحر الأسود. ولطالما بقيت المركز الرئيسي للإمبراطورية الأرثوذوكسية البيزنطية وأكبر مدينة أوروبية حتى تم الاستيلاء عليها من خلال الحملة الصليبية الرابعة 1204 ولكنها فشلت في الابقاء تحت قبضتها فأعاد احتلالها مايكل الثامن بقوات نيكايين في 1261 م. وبدأت بيزنطة تنكمش شيئا فشيئا، حتى حوصرت من قبل الإمبراطورية العثمانية عام 1391.
عهد الإمبراطورية العثمانية استطاع العثمانيون تدريجيا السيطرة على أراضي الدولة البيزنطية بالأناضول، فسيطروا على أهم المدن مثل بورصة وإزميت التي تشكل البوابة الشرقية البرية للقسطنطينية، وعلى غاليبولي المشرفة على مضيق الدردنيل، ثم توسعوا غرب المدينة في تراقيا وسيطروا على أدرنة، ووصلت حروبهم إلى بلغاريا واليونان، وبهذا ضيقوا الخناق على المدينة وعزلوها تماما عما حولها.
سقطت القسطنطينية يوم 29 مايو/أيار 1453 في أيدي العثمانيين بقيادة السلطان محمد الثاني، الملقب بالفاتح، بعد حصارها لمدة 53 يوما، وبعد عمليات عسكرية معقدة لتجاوز خطوط الدفاع التي تحمي المدينة من البر والبحر. وبعد الفتح العثماني، نقل الفاتح عاصمة الدولة العثمانية من أدرنة إلى القسطنطينية التي أصبح اسمها إسلامبول (أي مدينة الإسلام). كان هذا الفتح المظفر أحد ردود الفعل على سقوط الأندلس وطرد المسلمين واليهود منها وهدم وتحويل مساجدها. وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ المدينة. واستلهم العثمانيون من الكنائس البيزنطية طريقة بناء خاصة ومميزة لجوامعهم وأضافوا عليها المنارات وزينوها من الداخل بالزخارف الاسلامية.
عمل العثمانيون على إعادة إسطنبول إلى مكانتها السابقة حضاريا واقتصاديا وسياسيا، وسرعان ما ازدهرت من جديد لتكون مثالا على مجتمع غني ومتعدد الثقافات. أصبحت إسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية عام 1517 حين أُعلِن السلطان العثماني سليم الأول خليفة للمسلمين بعد أن تنازل له عن الخلافة آخر الخلفاء العباسيين في مصر، وبذلك وصلت أوج فترات قوتها وازدهارها وجذبت آلاف المواهب النادرة في مختلف مجالات السياسة والتجارة والعلوم المختلفة.
تحقق الفتح الأسطوري كان نقطة فاصلة مع العصور الوسطى، وتطورت إسطنبول سريعاً على يد العثمانيين. فشيدت فيها العديد من الجوامع المذهلة حول المدينة و كان كل سلطان يحاول التفنن بهذه الجوامع كإحياء لعهده ومن بين أهم المساجد في المدينة المسجد الكبير في اسطنبول جامع بايزيد وجامع السلطان أحمد وجامع الفاتح وجامع سليم. أمهات وزوجات السلاطين كان لهم دور كبير في بناء العديد من الجوامع في المدينة. كما تم بناء مئات القصور والأسواق والمدارس والحمامات. وتحولت إسطنبول إلى أعظم مدينة في العالم يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنباً إلى جنب في سلام. وتحولت إلى مدينة حديثة من خلال الانشاءات الحديثة كالجسور ونفق قره كوي والسكك الحديدية والنقل البحري داخل المدينة ومؤسسات الأعمال البلدية والمشافي.
ومع سقوط الخلافة العثمانية اثر انهزامها مع الدول التي تحالفت معها في الحرب العالمية الأولى، احتلت جيوش الحلفاء - نهاية الحرب - إسطنبول وبقيت فيها حتى سقوط الدولة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، حيث انسحبوا بموجب معاهدة لوزان.
عهد الجمهورية طوت إسطنبول صفحتها كعاصمة استمرت 2500 عام في عهد الجمهورية في 29 اكتوبر عام 1923. وبعد تأسيس الجمهورية التركية ونقل العاصمة إلى أنقرة، ضعفت مكانة إسطنبول قليلا، لكن الأمر تغير في سنوات الأربعين والخمسين من القرن الماضي، فمرت المدينة بتغييرات جذرية من إنشاء الميادين والجادات والطرق، مثل “ميدان تقسيم”، ونتيجة ضعف الاهتمام بإسطنبول وخلال الخمسينيات هاجر العديد من الجاليات الرومانية إلى اليونان و انخفضت أيضا وبشكل كبير الجاليات الأرمنية واليهودية نتيجة الهجرة الكثيفة. وتغيرت بذلك التركيبة السكانية وتحولها الى أحياء عمالية.
في عام 1960 أرادت حكومة عدنان مندريس تطوير البلاد وقامت بشق الشوارع العريضة وسط المدينة والتي تسببت في خراب العديد من الأبنية التاريخية وشوهت منظر المدينة القديمة كما قامت ببناء العديد من المصانع على أطراف المدينة والتي حفزت بالسبعينات أهل الأناضول على الهجرة للعمل في هذه المصانع والعيش بالمدينة وأدى ذلك إلى ارتفاع هائل في السكان و التضخم الحاد مما دفع إلى بناء العديد من الأبنية وغالبها من النوعية الرديئة وبالنتيجة إلى انهيارها بسبب الزلازل التي ضربت المدينة.
وبالرغم من ذلك، استمرت اسطنبول في كونها أكثر المدن حيوية و كثافة وأعظمها حركة من حيث الاقتصاد والثقافة. ومدينة إسطنبول التي لها الحظ الأوفر في تمدن تركيا بسكانها الفتي؛ تحولت إلى مدينة اندمجت مع العالم الحديث في مجالات عدة. فإذا ذكرت القوة العاملة والثقافة والسياحة؛ تكون المدينة الأولى التي تتبادر للذهن. الا انها مع ذلك لم تكن بالمستوى التي ترقى ومكانة هذه المدينة التاريخية والسياحية التي يليق بها كعاصمة شغلتها لعدد من الدول والإمبراطوريات عبر تاريخها الطويل، بحكم موقعها الجغرافي المركزي المتميز، كعاصمة للإمبراطورية الرومانية، والإمبراطورية البيزنطية، والإمبراطورية اللاتينية والدولة العثمانية. فإسطنبول - للأسف الشديد - كانت غارقة في الأوساخ لدرجة لا تتصور، وأيضا كان السكان يعانون من رداءة جودة المياه، ومن الزحام في الشوارع ، وما يترتب عن ذلك من تلوث للبيئة وللإنسان، ومن ديون متراكمة، وفساد مالي كبير، ومن إهمال للتراث التاريخي الذي تزخر به المدينة الأسطورية، لدرجة أن أصبحت المدينة كأنها مريض على فراش الموت.
إسطنبول اليوم مع بدء نشاط حزب العدالة والتنمية، وضع رجب طيب أردوغان في صدارة جدول أولوياته وأولاها أهمية قصوى حين قال، إن أولوياته تتمثل في إصلاح نظام الصرف الصحي في إسطنبول! عندما سئل في أحد المؤتمرات عن خططه ومشاريعه المستقبلية. وشهدت المدينة طفرة نوعية لم يسبق لها مثيلا في تاريخها السابق في تغيير ملامحها على كافة الأصعدة والتي حرمت منها طويلا. فقد تمكن أردوغان من خلال برنامجه هذا، ومن خلال الدعم الشعبي، أن يحقق لإسطنبول معجزة في فترة وجيزة، فبعد 100 يوم من توليه المسؤولية بدأ يحل أهم مشاكل المدينة. فمشكلة تلوث المياه التي طالما عانى منها السكان، وجدت حلها عن طريق إنشاء “خط الإسالة” وهو مشروع ضخم لإدارة المياه والصرف الصحي و تم بناء شبكة أنابيب ضخمة جدا لنقل المياه وأخرى للصرف الصحي.
علاوة على ذلك تمكن أردوغان من إقامة أول محطة لمعالجة المياه العادمة حتى يتجنب كل الأضرار الجانبية التي يمكن أن تلحق بالبيئة. ومن بين المشاكل العويصة التي كانت تتخبط فيها اسطنبول، مشكلة تلوث مياه البوسفور، وهكذا تم التفكير في مشروع لانقاد البوسفور، من خلال إقامة خط “الإسالة المعدني ومركز للتنقية البيولوجية للمياه المستعملة”.
وفي فترات لاحقة في تحسين وتطوير البنية التحتية واستنهاض السياحة والطاقة، بدأت في تدشين مشاريع ضخمة ضمن خطة 2017 ، من أبرزها، مشروع مركز إسطنبول للتمويل، ومطار إسطنبول الثالث، وشق قناة إسطنبول، والقيام بثورة نقل عملاقة، إذ زاد عدد الأنفاق من 50 نفقاً عام 2003 إلى 188 اليوم. فضلاً عن الجسور التي يعد جسر البوسفور الذي دشن العام الحالي، أضخمها. إلى جانب جسري "عثمان غازي" بمنطقة يالوفا شمال غربي تركيا، و"السلطان ياووز سليم " بإسطنبول، ونفق "أوراسيا"، وجسر جناق قلعة، الذي يربط بحر إيجه ببحر مرمرة شمالي غرب تركيا، فوق مضيق الدردنيل، ليكون "جناق قلعة بطول 2023 متراً" أطول جسر معلق بالعالم، وبالتوازي مع ثورة الجسور، تتطلع الحكومة التركية إلى إتمام فتح 41 نفقاً بطول إجمالي يصل إلى 68 كيلومتراً. لتنضم إلى أنفاق أخرى طولها 300 كيلومتر تم تشييدها خلال السنوات الـ 14 الماضية، ورصدت لذلك ميزانية تزيد عن 138 مليار دولار.
إن خيار النقل وتطوير شبكة الطرق والجسور والأنفاق، إضافة إلى الملاحة الجوية، كانت في أولويات تركيا التي يتوقع ان تجني من وراءه الكثير من الأرباح، فضلاً عن الترويج السياحي وحتى السياسي.
أن الحكومة التركية وضعت أهدافاً كثيرة في استراتيجية بينة استعدادا لمئوية تأسيس الدولة عام 2023.
إن الحكومة التركية قامت باستثمار 64 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى وجود 3400 مشروع قيد التنفيذ حالياً. وقد احتلت تركيا المرتبة الثانية في قائمة الدول الصاعدة الأكثر استثماراً في مجال البنية التحتية عام 2014، وذلك بعد البرازيل التي حلت في المرتبة الأولى.
ان “مدينة اسطنبول الجديدة” - التي من المقرر إقامتها بجانب “مركز اسطنبول” - هي محاكاة لأقدم مُدن تركيا التي كانت تقع على النهر مباشرة والتي يبلغ عمرها أكثر من 8000 عام، وسوف تضم المدينة ما يقرب من: 50,000 وحدة سكنية ومركزا للتسوق وموقف للسيارات يمتد على مساحة 6,200 متر مربع وحديقة تبلغ مساحتها 2.5 مليون متر مربع، ومسارح وسينما وحلبة للتزلج على الجليد ومطار، غيرت من خارطة المدينة لتجعل من المدينة النبض المادي والثقافي لتركيا، ومدينة جذب عملاقة لملايين السياح سنوياً بفنادقها، ومطاعمها، ومراكز التسوق الموجودة في كل مكان، والتي تلبي رغبات السياح والمسافرين لأهداف تجارية على حد سواء.
بمكانتها المتميزة بها، كمفترق طرق العالم، كمدينة عابرة للقارات في أوروبا وأسيا، وتاريخها الذي يحتفى بها كمكان تجمع العديد من الحضارات، وكمدينة متعددة الثقافات، والأعراق والديانات، أصبحت المدينة اليوم، مع هذا الزخم من النشاط التطويري للمشاريع العملاقة التي شهدته المدينة وما سوف تشهده في قادم الأيام لمشروع “مدينة اسطنبول الجديدة” ستصبح إسطنبول مدينة كونية عملاقة. فهي تضم اليوم 39 مدينة، 25 منها في الجانب الأوربي، و14 في الجانب الآسيوي. ويقدر عدد سكانها قرابة الـ 16 مليون نسمة، و تشغر حدود المدينة مساحة 1,831 كيلومترًا مربعا، بينما تشغل منطقة التجمع الحضري، أو محافظة إسطنبول، مساحة 6,220 كيلومترًا مربعًا. و تعتبر العاصمة الأعظم في العالم بامتياز على مستويات عدة.