تُعد تركيا واحدة من أجمل دول العالم ، فهي دولة عريقة ذات تاريخ و حضارة و إرث فريد تتميّز به عن غيرها من الدول ، هذه الدولة التي تتابعت فيها الخلافات الإسلامية و حكمتها الدول العظمى و كانت منشأ الأبطال و المحاربين ، هي نفسها الدولة التي تضم عددًا من أجمل مدن العالم و التي يقصدها السيّاح و الزوّار من مختلف الأنحاء ، مثل مدينة اسطنبول البهيّة ، بجسورها المطلّة على البوسفور و بالجوامع الشامخة و التي تنتشر في أرجاء المدينة و بطبيعتها الغنّاء التي تكسبها مظهرًا جماليًا ، اسطنبول المدينة الساحرة و المتفرّدة بجمالها عن بقية مدن العالم ، حيث تُعد مدينة اسطنبول أكبر مدينة في قارة أوروبا ، و ثامن أكبر مدينة في العالم ، و أكبر مدينة في دولة تركيا . تتميّز مدينة اسطنبول كونها المركز الاقتصادي و التجاري و الثقافي في البلاد ، و ذلك بسبب موقعها الاستراتيجي بين البحر الأسود و البحر الأبيض المتوسط ، إضافةً إلى كونها تربط القسم الآسيوي من تركيا بالقسم الأوروبي منها عبر جسر البوسفور الشهير . إلى جانب بعض المدن الاخرى مثل مدينة أنطاليا ، عروس الساحل التركي ، واحدة من أجمل المدن التركية ، و هي تقع على سواحل البحر الأبيض المتوسط في الجهة الجنوبية الغربية من دولة تركيا ، لذلك فهي تقع على منحدرات ساحلية و تُحيطها الجبال من جميع الجهات . يُعرف عن مدينة أنطاليا بأنها مركزًا للتنمية و الاستثمار و بأنها من أكثر المدن التي يقصدها السيّاح الأجانب من مختلف العالم و خاصةً الاوروبيين ، كما يقصدها سكان المدن التركية الأخرى لفضاء العُطل و للاستجمام ، و هي الوجهة المفضلة للسيّاح البريطانيين و الروس .
في هذا المقال كل ما تريد معرفته عن دولة تركيا و أهم المدن التركية : معلومات عامة عن تركيا
إلى جانب ذلك ، فإن تركيا تشتهر بمأكولاتها الذيذة ، و المطبخ التركي متنوّع في حد ذاته ، ففي بعض المدن مثل مدينتي اسطنبول و إزمير ، يكثر استخدام التوابل في الطعام ، و يقدّم الأرز إلى جانب الخضراوات المطهية ، و الأسماك ، و المحاشي ، و هذا تمسكًا بالتقاليد العثمانية .
أما بالنسبة لمنطقة البحر الأسود ، فقد تأثرت بالمطبخ الأوروبي ، و تعتمد بكثرة على الأسماك ، في حين يتشابه الجنوب الشرقي في تركيا مع المطبخ العربي ، و يشترك معه في بعض الأكلات مثل البقلاوة ، و الكنافة ، و الكباب . أما غرب تركيا ، فيكثر فيه استخدام زيت الزيتون في طهي الطعام ، حيث تُزرع في هذه المنطقة أشجار الزيتون .
في هذا المقال تفصيل لأهم و أشهر الأكلات التركية التقليدية التي يجب عليك تجربتها عند زيارة تركيا : أشهر الأكلات الشعبية التركية
و تُعتبر الحلويات التركية من ألذ الحلويات في العالم ، و لها شهرة عالمية بمذاقها الحلو و قدرتها على إغرائك على تناول المزيد منها ، و لا يُمكن لأي سائح أو زائر لدولة تركيا أن لا يجرّب حلوياتها الشهية ، فالحلويات التركية تتميّز عن جميع الحلويات بطابع خاص ، يمتزج فيه السحر الشرقي مع الغربي .
تختلف الحلويات التركية و تتمايز ، تبعًا لنوع المطبخ التركي الذي تنتمي إليه ، ففي تركيا يوجد أكثر من تسعة مطابخ رئيسية ، تتوزّع حسب المكان الجغرافي ، و حسب المدن و القرى ، و حسب اختلاف ثقافتها أيضًا . و تاريخيًا ، فقد أثّرت الحلويات التركية على المطابخ العربية ، و لعلنا لا زلنا نستخدم أسماء معظم الحلويات التركية المشهورة أيضًا في البلاد العربية ، مثل القطايف و البقلاوة ، مع التحفّظ على تميّز كل دولة بكيفية إعدادها ، و اختلاف نكهتها .
يقول مثل تركي قديم " كُل حلاوة ، و تكلّم بحلاوة " ، و من أشهر الحلويات التركية :
- البقلاوة التركية
البقلاوة هي مُعجنات محلّاة تتكون من طبقات رقيقة من العجين و يتم حشوها بانواع مختلفة من المكسرات ، لذلك ، فللبقلاوة التركية عدة أنواع ، منها بقلاوة بالفستق و بقلاوة بالجوز ، و تُحلَّى بسكب القطر أو العسل عليها ، و يجعلها ذلك أكثر تماسكًا ، و يقوم البعض بتقديمها إلى جانب الدوندورمة التركية أو الآيسكريم بالحليب .
تشتهر البقلاوة في المطابخ العربية و مطبخ الشرق الأوسط ، و تُعتبر من ضمن الأنواع الـ 16 من الأطعمة والمشروبات غير الأوروبية التي حصلت على الصفة الشرفية ، و ضُمَّت إلى قائمة الأنواع الـ 10 من الأطعمة الأكثر شهرة في العالم .
تشتهر البقلاوة التركية بمذاقها اللذيذ المقرمش ، و الذي نجح في جذب السيّاح و الزائرين قبل المواطنين الأتراك ، الذين يعتبرونها حلواهم المفضلة .
و البقلاوة حاضرة في جميع طقوس و احتفالات الأتراك و مناسباتهم ، حتى أنها تُقّدم كهدايا ، و يتم دعوة الأصدقاء لتناولها في المطاعم فيما بينهم . و ليس غريبًا أن يحمل الزائر إلى تركيا كميات منها إلى بلده ، حيث يراها هدية قيّمة يُمكن أن يهديها لأصحابه و أقاربه .
و رغم قِدم البقلاوة التي تزيّنت بها موائد السلاطين العثمانيين ، فإنها لم تكن معروفة شعبيًا بالشكل الذي هي عليه اليوم . و يُقام سنويًا مهرجان للبقلاوة في تركيا ، حيث يتم توزيع أطنانًا من البقلاوة التركية على المواطنين .
أما عن أصل كلمة بقلاوة ، فقد عرفها الغرب عام 1650 ، و قد أخذوا لفظة بقلاوة من المصطلح الخاص بها لدى العثمانيين . يختلف لفظ الكلمة من لغة لأخرى اختلافات بسيطة جدًا . و على الرغم من أن الوثائق التي تُثبت تاريخ البقلاوة قليلة ، إلا أنه يُعرف أن البقلاوة قد نشأت في المطبخ السلطاني في قصر توب كابي .
- الكنافة التركية
تُعد الكنافة من أكثر الحلويات الشرقية المميّزة و المشهورة على مستوى العالم ، و هي من الحلويات التي ترتبط في أذهان الكثيرين بشهر رمضان المبارك ، حيث يكثر إعدادها و تقديمها في هذا الشهر الفضيل ، أما في تركيا ، فهي من الحلويات التي يتم إعدادها يومًا و التي تقدمّها المقاهي و المطاعم على مدار اليوم إلى جانب فنجان من الشاي التركي أو القهوة التركية الأصيلة ، و تختلف طرق إعدادها و تزيينها حتى تجذبك لتجريبها باستمرار .
تتميّز الكنافة التركية بمذاق الجبنة الحلوة أو القشدة الساخنة ، و بكونها قد يُستخدم فيها نوع جبن الموزاريلا ، و تختلف في مقادير التحضير ، أو طريقة الإعداد من منطقة لأخرى ، و يُضاف على وجهها السكر والمكسرات ، و هي من ألذ الأطعمة التركية .
الكنافة المحشية بالجبن ، الحلوة و المالحة في آن واحد ، من الصعب تجنّبها لدى زيارتكم تركيا ، حيث بإمكانكم شم رائحة الكنافة الشهية في الشوارع .
الكنافة التركية تجذب المتذوّق بمنظرها المقرمش من الخارج على عكس حشوتها الطرية التي تذوب في الفم ، و يتم تزيينها بالفستق ، و الكيماك ( القشدة ) أو الآيس كريم ، أو ببساطة تناولها كما هي ، و يُفضّل أن تكون ساخنة .
- راحة الحلقوم التركية
الحلقوم التركي هو واحد من الحلويات التقليدية في تركيا ، وهي من بين أفضل الحلوى الأناضولية و الأكثر شهرة عالميًا . و على الرغم من أن هناك أساطير كثيرة حول بداية ظهور حلوى راحة الحلقوم ، فإن معظم المؤرخين يتفقون على أنها نشأت في القصر العثماني .
بدأت الحكاية بالحلوى الشعبية العثمانية قبل مئات السنين ، في منطقة الأناضول ، بمزج العسل و الدبس ( دبس العنب الحلو ) ، مع الطحين ، لتتشكل حلوى محلية ، و تنتقل مع نهايات القرن الثامن عشر إلى عالم الصناعة المحلية و من ثم العالمية .
راحة الحلقوم هي حلوى لزجة لينة مطاطية و حلوة الطعم ، و عادةً ما تقدّم بعد فنجان القهوة التركية للتخفيف من حدة و ثقل القهوة التركية التي يتم تقديمها عادةً في المطاعم و المقاهي التركية .
تحتوي راحة الحلقوم على مجموعة متنوعة من المكسرات ، مثل الجوز و اللوز و الفستق ، بالإضافة إلى بعض النكهات المختلفة و المتنوّعة ، و من ذلك نكهة الورد و الفراولة و الرمان و الليمون و البرتقال ، كما أنها على رأس قائمة الهدايا التذكارية التى يشتريها السيّاح من تركيا ، حيث يُباع منها الآلاف من الصناديق فى جميع أنحاء تركيا على مدار العام ، حيث ذكرت المصادر التركية في الآونة الأخيرة في أن الكمية التي بيعت من راحة الحلقوم التركية تتجاوز الـ 510 أطنان في مطار أتاتورك في اسطنبول في العام 2018 .
بمذاقه المميز ، يواصل الحلقوم التركي وجوده ليكون الرفيق الدائم للمناسبات العائلية ، و صديق اللحظات الحلوة و الجميلة في كل زمان و مكان .
و وفقًا لأحدث معطيات هيئة الإحصاء التركية ( حكومية ) ، تُعتبر بريطانيا أكبر المستوردين لراحة الحلقوم ، حيث تجاوز حجم صادرات هذا المنتج إليها 520 طنًا ، بقيمة مليون و 572 ألفًا و 800 دولار . و تكاد لا تخلو أسواق مدينة اسطنبول الشهيرة و مختلف أحيائها و المدن التركية كذلك ، من مراكز بيع حلوى راحة الحلقوم . و تتكثّف ظاهرة بيع هذه الحلوى في المناطق السياحية أيضًا ، حيث تنتشر المتاجر المتخصصة على طول الشوارع الأثرية بالمدينة ، مثل السلطان أحمد ، و بيازيد ، و أكسراي .
و يتم إنتاج عشرات الأنواع من حلوى الحلقوم ، و السكاكر الملحقة بها ، حيث استفادت من التقنيات الحديثة لطرحها بأشكال مختلفة ، مطعمة بنكهات عديدة من الليمون و الورد و ماء الزهر ، و باقي المنكهات الأخرى .كما أن هذا النوع من الحلوى تُستخدم فيه المكسرات بشكل كبير ، فإضافة للحلقوم السادة ، هناك أنواع بالبندق و الجوز و الفستق و جوز الهند ، و منها ما هو مغطّس بالشوكلاتة والشعيرية والبن .
- حلوى التريلا تشا التركية
حلوى التريلا تشا أو كعكة الحليب ، و تُعرف حلوى التريلا تشا بأسطورة الحلويات في دول منطقة البلقان ، حيث يرجع تاريخ حلوى الـ تريلا تشا إلى بلاد البلقان ، حيث استقرت في تركيا حتى أصبحت أحد أشهر الحلويات التركية . تختلف حلوى التريلا تشا في طرق إعدادها و تقديمها و تزيينها من دولة إلى أخرى ، وتعني كلمة تريلا تشا الألبان الثلاثة حيث كانت تصنع من لبن الماعز و الخراف و اللبن البقري ، و لكن يمكنك صنعها في المنزل بنوع واحد من الألبان ، و هي الطريقة المعتادة حاليًا ، و استطاعت هذه الحلوى القادمة من بلاد البلقان أن يلمع نجمها في فترة وجيزة ، فهي من ألذ الحلويات التركية و التي تنال على إعجاب الصغار و الكبار .
المكومنات الأساسية لهذه الحلوى هي الحليب و الكريمة و الكراميل ، و يتم تقديمها بشكل و مذاق مختلف ، حيث يتم تغطة الوجه كاملًا بالكراميل ، مع مراعاة أن تكون الحلوى رقيقة جدًا و هشة . و يتم تقديم حلوى التريلا تشا في جميع مطاعم و مقاهي تركيا ، خاصةً في مدينة اسطنبول و بورصة ، حيث يتم تقديمها مع الشاي التركي أو القهوة التركية .
- حلوى السوتلاش التركية
حلوى السوتلاش من الحلويات التقليدية المشهورة جدًا في تركيا ، و التي تُباع بكثرة في المطاعم و المقاهي ، و تُعد من الأطباق و الحلويات الأساسية .
حلوى السوتلاش التركية ، مذاقها الطيّب لا يُنسى ، إذ تُعد بطريقة ماهرة مع شوائها قليلًا بالفرن لتُعطي اللون المطلوب ، و هو عبارة عن الأرز بالحليب أو الأرز باللبن ، و تُصنع حلوى السوتلاش التركية من الأرز ، و الحليب ، و السكر ، و يوضع عليه الزبيب ، و بعض المكسرات ، و القرفة .
و تُعتبر حلوى السوتلاش أيضًا من أنواع الحلوى الشهيرة في بعض الدول العربية .
حلوى السوتلاش ليست مجرد حلوى مميزة بمذاقها اللذيذ فقط ، بل هي لوحة فنية رسمت حرارة الفرن على سطحها لونًا جذابًا . تُقدم حلوى السوتلاش التركية في أواني من الفخار تُضفي طابعًا تركيًا تقليديًا .
- حلوى التولمبا التركية
تُعتبر التولمبا من الحلويات الشعبية في تركيا ، و يرجع أصل هذه الحوى إلى بلاد البلقان و البوسنة ، و يُطلق عليها العرب اسم بلح الشام بسبب شكلها المشابه للبلح . و يتم صُنع هذه الحلوى من خليط مؤلف من السميد و الطحين و السكر و البيض ، ثم يتم قليها في الزيت و يُضاف إليها القطر للتحلية و تُزيّن بالفستق المبشور .
و يزيد الإقبال على حلوى التولمبا التركية في بعض المواسم مثل شهر رمضان المبارك ، و يكثر بيعها في الأسواق الشعبية و الميادين مثل ميدان تقسيم في اسطنبول . ميدان تقسيم الأشهر من نارٍ على علم ، و الذي يقصده السيّاح العرب و الأجانب من جميع أنحاء العالم ، حيث أن عدد الزوار لهذه المنطقة يقارب الـ 3 مليون شخص بشكل يومي . يقع ميدان تقسيم في قلب مدينة اسطنبول ، و يُعد ميدان تقسيم مركزًا رئيسيًا للعديد من الأنشطة ، كما أنه يُعد أيضًا وجهةً سياحية رئيسية ، و هو يضم شارع الاستقلال الشهير و الذي يحتوي على العديد من المحلات التجارية و المباني الأثرية .
- ارمك حلوى التركية
ارمك حلوى التركية ، من الحلويات التقليدية المعروفة و المحببة لدى الأتراك ، و التي تتواجد على موائد الضيافة و في الأعياد و الحفلات .
تُعتبر ارمك حلوى من أهم الحلويات العثمانية التي تتكون من السميد ، و قد انتشرت هذه الحلوى في جميع أنحاء الخلافة العثمانية في فترات العهد العثماني ، كما أنها منتشرة الآن في جميع أنحاء و مدن تركيا .
تقدّم ارمك حلوى مع الحليب و الكريمة ، و أحيانًا تُزيّن بالفستق ، و هي من الحلويات التركية الخفيفة و اللذيذة . من المكونات الرئيسية لحلوى ارمك التركية السكر و السميد و السمنة و الفستق الحلبي و البندق و الجوز .
يتم تقديمها أحيانًا في العزاء التركي مع القهوة التركية ، و تتواجد في جميع المطاعم في جميع أنحاء المدن التركية ، و لكن أكثر المدن التي تشتهر بحلوى ارمك التركية ، و التي تقدّمها بطريقة مميزة ، هي مدينة ازمير .
تُعد مدينة إزمير ثالث أكبر مدن تركيا ، و تقع هذه المدينة في غرب تركيا ، و تحديدًا على سواحل بحر إيجة ، و يصل عدد السكان في مدينة إزمير ما يقارب الـ 3.7 مليون نسمة تقريبًا ، و تتميّز مدينة إزمير بكونها واحدة من أجمل مدن تركيا ذات الطبيعة الخلابة و مناخها المُعتدل ، كما أنها تُعد العاصمة لمنطقة بحر إيجة ، و تُصنّف كمركز تجاري هام في المنطقة ، و فيها ثاني أكبر المواني التركية بعد ميناء اسطنبول الشهير .
تضم مدينة إزمير العديد من المعالم التاريخية و السياحية الرائعة ، كما أنها تحتوي على العديد من المزارات المميزة و التي جعلت منها واحدة من أهم و أبرز المدن السياحية في تركيا .