في بادرة من البلدين لفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بينهما، ونحو تعزيز جسور التواصل والتعاون الهادفة للاستقرار والازدهار في المنطقة٬ كانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة إلى الإمارات في 14 فبراير/شباط مكللة بالنجاح، وجاءت هذه الزيارة تلبيةً لدعوة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بعد زيارته لتركيا وللعاصمة أنقرة الشهر الماضي وتأكيده على حرص بلاده على تعزيز الشراكة مع تركيا خلال الفترة المقبلة. وتُعتبر زيارة أردوغان للإمارات هي أول زيارة له منذ نحو عشر سنوات٬ حيث كانت آخر زيارة له في شباط/فبراير 2013 وقد كان رئيسًا للوزراء حينها٬ وسوف تستمر هذه الزيارة لمدة يومين٬ وتأتي هذه الزيارة ضمن المبادرات الدبلوماسية لتحسين العلاقات بين الدولتين بعد أن كانت على خلاف تام بشأن معظم الملفات الإقليمية.
وخلال هذا اللقاء وقعت تركيا والإمارات 13 اتفاقية في مجالات استثمارية متنوعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وهي كالتالي:
- الصحة والعلوم الطبية
- العمل المناخي
- الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة
- التعاون الثقافي
- التعاون الزراعي
- النقل البري والبحري
- بدء مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة
- التعاون في مجال الشباب
- التعاون في مجال إدارة الكوارث والطوارئ
- الأرصاد الجوية
- الإعلام
- الصناعات الدفاعية
- الأرشفة
وقد عُقد اجتماع على مستوى وفدي بين الدولتين بحضور الرئيس أردوغان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقد تم التوقيع على بيان مُشترك بشأن بدء مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، وعلى خطاب نوايا بشأن بدء اجتماعات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وكان الرئيس التركي قد قال في مؤتمر صحفي انعقد يوم الاثنين الموافق 14 فبراير/ شباط في مطار أتاتورك في اسطنبول قبيل توجهه إلى الإمارات، إن التعاون بين تركيا والإمارات مهم لاستقرار المنطقة كلها، مضيفًا أن أمن واستقرار دول الخليج من أمن بلاده٬ فبينما تبحث تركيا عن استثمارات أجنبية جديدة، تواجه الإمارات خطرًا أمنيًا متزايدًا من قبل الحوثيين في اليمن. وأضاف: "سوف نتخذ الخطوات اللازمة لعودة العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه".
كما أوضح قائلًا بأن العلاقات بين الدولتين قد دخلت مرحلة جديدة مع زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد لأنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشار إلى تنديد تركيا الشديد بالهجمات التي طالت أبو ظبي في يناير/كانون الثاني المنصرم، مؤكدًا وقوف بلاده ضد كافة أشكال الإرهاب٬ وقد أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره وتقديره لـ “موقف تركيا الصديقة".
ويرافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال هذه الزيارة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير المالية نورالدين نباتي، ووزير التجارة محمد موش، وعدد آخر من الوزراء.
وذكرت وكالة الأناضول أن الرئيس أردوغان سوف يفتتح اليوم الوطني التركي في معرض "إكسبو دبي" ويلتقي عددًا من رجال الأعمال.
وكانت تركيا والامارات قد أبرما اتفاقًا في الشهر الماضي٬ خلال زيارة ولي عهد أبو ظبي لأنقرة٬ لتبادل العملات بقيمة بلغت قرابة خمس مليارات دولار بالعملتين المحليتين للدولتين.
وقال أردوغان إن تركيا والإمارات ستسعيان خلال زيارته إلى تعزيز التجارة الثنائية والبحث عن فرص في "الهياكل التكميلية لاقتصادي البلدين".
الاتفاقات بين تركيا والامارات
قالت مصادر تركية إنه من المتوقع أن تبدأ الدولتين مفاوضات رسمية حول اتفاقات تجارية ضخمة٬ وأن يقوما بتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات المناخ والصناعة، والتكنولوجيا المتقدمة، والصحة، والزراعة.
وأضافت هذه المصادر إلى أنه من المتوقع أيضًا أن يوقع الطرفين على خطاب نوايا لبدء اجتماعات التعاون في قطاع الصناعة الدفاعية، فضلًا عن مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري.
وخلال زيارة ولي عهد أبو ظبي لتركيا، جرى تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، في خطوة أتت بعد تسجيل الليرة التركية انخفاضًا كبيرًا أمام الدولار منذ أواخر العام 2021.
هذه الاتفاقيات وضعت أسسًا لانطلاقة جديدة وكبيرة للشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين ومضاعفة حجم التبادل التجاري الإماراتي- التركي.
وكانت قد بدأت تركيا، والتي هي على خلاف مع عدد من القوى في المنطقة وكذلك مع حلفائها الغربيين حول قضايا مختلفة، حملة لتحسين علاقاتها منذ العام الماضي.
لقاء محمد بن راشد وأردوغان في اكسبو دبي 2020
استقبل نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يوم الثلاثاء الموافق 15 فبراير/ شباط، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل إلى دولة الإمارات يوم الإثنين، في زيارة رسمية يشارك خلالها في احتفالات بلاده بيومها الوطني في "إكسبو 2020 دبي".
وقد تباحثوا معًا عن سبل التعاون بين البلدين٬ وعن مستقبل الشراكة الاستراتيجية ووسائل تعزيزها في المجالات كافة، والكيفية التي يمكن من خلالها الوصول إلى مستويات أعلى من التنسيق والتعاون البنّاء، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام).
كما وقد أعرب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي عن تطلع بلاده إلى "بدء مرحلة جديدة من التعاون القائم على مراعاة المصالح المشتركة للشعبين الصديقين"، وأكد على أن "التعاون الإماراتي التركي من شأنه المساهمة بصورة إيجابية ومؤثرة في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يُعد مطلبًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات ومنح مجتمعات الأعمال والمستثمرين الثقة اللازمة لتوسيع نطاق أعمالهم".
من جهة أخرى أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتزازه بمشاركة بلاده تركيا في معرض اكسبو 2020 دبي، الذي أثنى على مستوى تنظيمه الرفيع، منوهًا بقيمة الحدث العالمي الضخم الذي استضافته دولة الإمارات للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.
من ضمن ما جاء في كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته لمعرض اكسبو دبي 2020:
- معرض اكسبو دبي قائم على مبدأ توحيد العقول من أجل التأثير على المستقبل بشكل إيجابي.
- أتقدم بالشكر الجزيل لمن قام باحتضان الجناح التركي في هذا المعرض المهم.
- أبارك للإمارات إنجازها في هذا المعرض.
